19 - 07 - 2024

عكس عكاس| الساخر خالد الدخيل يكتب عن الصحافة وأمل فتحي والمفكرين الميتين إكلينيكيا

عكس عكاس| الساخر خالد الدخيل يكتب عن الصحافة وأمل فتحي والمفكرين الميتين إكلينيكيا

بقلم يشبه ريشة رسام ساخر يعالج خالد الدخيل هموم الصحافة وأمل فتحي والمفكرين الميتين إكلينيكيا، فإلى البداية

الصحافة..وش البلد اللي كرمش واتملا بثور

حادثة وفاة الزميلة هند موسى رئيس قسم الفن في جريدة التحرير بتجبرنا نرجع نفتح ملف اوضاع الصحافة والصحفيين، اللي ماتفرقش كتير عن اوضاع البلد، ماهي الصحافة أصلاً للبلد زي وش البني ادم ، مكرمش ولا نضر ، مريض ومليان بثور ولا سليم ولطيف ، عابس ولا مبتسم .باكي ولا ضاحك ..جاد ولا بيهزر ..

وللأسف اذا حاولنا نجمع حتت من جلد الوش، وقدرنا نلاقي اللي ضاع من الملامح هنكتشف قد ايه الصحافة بقت شبه الشوارع الخلفية في مدينة متسخة بالتراب ، متلوثة بزيت ودخان وزبالة ومياة مجاري، واثار رجلين وكاوتشات عربيات وحوافر حيوانات .

ربما يكون الكلام ده مبالغ فيه، بس اللي يقدر فينا يصفي نواياه وينضف روحه ويحاول يشوف الصورة على حقيقتها هيلاقيها اسوأ من كده بمراحل.

يمكن علشان كده صعب نوجه الاتهام مباشرة لساويرس والمسئولين عن مهرجان الجونة، اللي استرخصوا الصحفيين، وقرروا مايدفعوش لهم تمن تذكرة طيران في العودة زي باقي الضيوف، ورجعوهم في عربيات اوبر ، وكانت منهم العربية اللي عملت حادثة فماتت هند واتحولت لخبر بدل ماكانت رايحة تغطي اخبار المهرجان.

وده دليل على الوضع اللي بتعاني منه الصحافة في مصر ،خاصة وان الزميلة اللي ماتت كانت رئيس قسم الفن في جرنال يومي ، وده منصب كانت تتهز له مؤسسات فنية زمان.

العدل بيقول اننا لو شفنا الخريطة على بعضها ، وعرفنا اوضاعنا وصلت لفين مش هنلاقي حد بعينه ينفع نحوله لمتهم وننشن عليه .

صعب نتكلم عن ظروف الصحفيين، واللي محسوبين على الوسط صحفيين في مهرجان زي الجونة، متضمن فسح وظهور وفلوس وفرص عمل ونحت ومصالح ، خاصة وان اللي ممكن نعتبرهم صحفيين بجد في المشهد ده كله ممكن يتعدوا على صوابع الإيد الواحدة ، ده غير ان اغلبهم أصلا ادارة المهرجان استعانت بيهم ضمن اللجان، ومش رايحين للتغطية .

ونضيف على كده ان نظرة المصادر عموما بأشكالها ومراتبها للصحافة اتغيرت كتيييير ، وعمّال تتغير يوم ورا التاني ، وأكيد الزملا في الصحف اليومية والاسبوعية بيواجهوا ده وعارفينه كويس..

واجب الزمالة عموماً بيحتم علينا نبعد شوية عن تفاصيل كتير تخص عمل الوسط الصحفي الفني عموماً ، واللي هو شبه بقية الأوساط سواء صحافة رياضية او اقتصاد او أمن أو حتى اخبار عادية كلاسيك من بتاعة الوزارات والهيئات ..

كلنا في الهم صحافة ، والحقيقي فينا مش بس قابض على الجمر بإيده ، لأ ده واخد حفنة جمر بين ايديه وضاممها على صدره ، وتقريباً النوعية دي يا انقرضت وانطردت بره سياق الصحافة ، او استخبت في ركن مختلف عرفت تعمل فيه شغل بجد من غير تلوث وتنازلات ...

اه تنازلات

وهو ايه في شغلنا كصحفيين أهم ولا اكتر من التنازلات ..

دي اللي اتغير اسمها دلوقتي وبقينا ندلعها باسماء تاني زي حسابات ..مصالح..ترتيبات ..أولويات ...ولسه ياما هنخترع على حسب كل مرحلة .

تطورات وتشوهات 

اكيد حصلت تطورات في السنين اللي فاتت ، على الاقل في ربع قرن كان في بدايته البلد كلها مافيهاش الا كام جرنال حزبي ومستقل بيحاولوا يمارسوا المهنة بصعوبة كبيرة وتنازلات ومواءمات أكبر، وكان دخول جرنال غير حكومي اشبه بدخول قلعة حصينة باسوار عالية ، كان لازم تكون موهوب بجد، أو مسنود بجد من أحد الأجهزة أو محظوظ ودمك خفيف وتعرف تسلك ،في النهاية كان كل شئ واضح ، وقواعد الشغل باينة للكل، وكنا نقدر نقول ان فيه اساتذة ومحترفين في المهنة ، اي نعم الدخل كان ضعيف باستثناء المحظوظين من الزملا في الاهرام ، والاخبار والجمهورية بدرجات اقل ، لكن كانت بتقضى ..

لأن مكاتب الصحف العربية كانت بتسند وتوفر دخل تاني ، قبل ما الفضائيات تتكاثر ..

وقتها كان اغلب مشاكلنا المهنية بتدور حوالين الخلط بين الصحفي ومندوب الاعلانات ، ومندوب العلاقات العامة والاخوة بتوع التقارير والمرشدين بمختلف رتبهم.

ورغم التشوهات ، والمعاناة من دخول اشباه الصحفيين في المجال لكن الى حد كبير كان المهني يقدر يشم نفسه وسط الزحمة دي ، آه متضايق ان اغلب زمايله من اعضاء النقابة طواقم سكرتارية وموظفين في الجرايد الحكومية ، او ان صاحب الحزب ولا المؤسسة بيتحكم في أكل عيشه وممكن يشرده في اي لحظة ، او ان قطاعات صحفية كانت مليانة لغوصة وعاملة زي الجيتوهات اعضاءها كاتمين اسرارهم بينهم وبين بعض ، لكن كانت الحياة تسير والطرق متشافة بالعافية بس كنا بنمشي ونعافر .

وتمر السنين وتدخل الفضائيات على الخط، وكل فضائية اتفكت بعشرة ، وكل محطة عملت توك شو وبالتالي المحظوظ فينا عرف يدخل ضمن طقم التحرير والإعداد التلفزيوني، والاقل حظاً لقى له سكة في المواقع الالكترونية اللي بقت بدورها مؤسسات بتستوعب عدد مش قليل من الصحفيين، ثم ساحت الأمور على بعضها بحيث بدأت شروط العمل في الصحافة بكل اصنافها اوسع مما نتخيل، ومع سطوة الاعلانات والمعلنين والرعاة بدأ الأخوة مندوبين الاعلانات اللي كنا بنعايرهم وبنتجنب نصاحبهم يتصدروا المشهد ، ومعاهم الاخوة اللطاف اصحاب الابتسامة الواسعة بتوع العلاقات العامة والخاصة، ورجع الصحفيين اصحاب الوجه العابس والامال العريضة في تحقيق التقدم عن طريق النضال الصحفي، وبتوع حق القارئ في المعرفة، والخ الخ ...كل دول اتاخروا لورا في اخر الصف ..

خاصة وان الصحافة هي المهنة الوحيدة اللي كل الناس فاهمة ان ينفع تشتغلها عادي من غير اي خبرة ولا دراسة ولا الكلام الفاضي ده ..

الدكتور لازم يتخرج من طب ، والمهندس لازم يدرس هندسة والمحامي حقوق والميكانيكي لازم يتعلم يصلح العربية ولا المعدات سنين علشان يتقال له يا اسطى ..

لكن الصحفي عادي ..

مجال مجاني متاح لكل الشعب 

الثورة والسوشيال ميديا 

صحيح الثورة العظيمة كان لها نتايج عظيمة على بعض المستويات ، مش وقت ذكرها دلوقتي لكن النتايج دي اتعكست لخساير اعظم مع انتكاسة الثورة وفشلها في تحقيق الحد الادنى من أهدافها ، الصحافة دفعت تمن اغلى من اي قطاع تاني انتكس مع هزيمة الثورة ، لأنها انتعشت وشمت نفسها كام شهر حققت فيهم انجازات عظيمة على مستوى المهنية وحرية النشر ، رغم سيطرة رأس المال واجهزة الامن عرفنا نفلت في احيان كتير وسبنا علامات على الطريق ، سرعان ما رجعنا مسحناها بأثر رجعي بعد ما الدنيا اتغيرت وكله رجع بيتك بيتك..

اللي اتحبس واللي اتقمع واللي اتشخط فيه وخاف ، واللي اتهدد واللي اتنفذ فيه التهديد فعلا ودفع التمن او نط من السفينة واشتغل على اوبر ولا فتح مطعم ولا استأجر قهوة ...

فردي وجماعي اتعرضنا لحملة تأديب من القاع للقمة ..

في الجنب التاني كان فيس بوك وتويتر وانستجرام وسناب شات اتصدروا المشهد كمصدر للخبر، ساعد على ده طبعا ان الصحف بدأت تتحسب على اصحابها واصحابها مدانين وغالباً كذابين والمواطن مش ناقص ، هو اصلا مكنش بيصدق وبيقول على اي كدب (كلام جرايد) فمابالك وهو نفسه اصبح صحفي ومصور وقارئ في نفس الوقت ...

قبل ربع قرن كان عدد القراء مش اكتر من مليون كحد أقصى بيتخانق عليهم حوالي 12 جرنال حكومي ومعارض و"مستقل" ، اغلبهم بيشتري المساء والجمهورية علشان الرياضة ونتيجة سحب جوايز الاستثمار، الجزء الباقي اشتراكات حكومية وقليل من القراء المتعودين على طقس قراية الجرنال في المكتب ولا البيت .

دلوقتي كل شئ متاح سواء عشرات القنوات اللي بتتحكم فيها بريموت في ايدك، او شاشة موبيل بتلمسها فتجيب لك اللي عايز تقراه او تتفرج عليه، وفي الاغلب الاعم اللي بيقرا بيكتفي بالعناوين .

وانحصر دور الصحافة في انها عبارة عن مستند شرعي يقول ان ده خبر منشور فعلا مش افتكاسة من مواطن بيهزر ولا بيدور على لايكات، واغلب الظن محدش بيكلف خاطره يفتح اللينك يتأكد ..أهو جريدة والسلام .

وسط الزحمة دي ازاي يتصرف صحفي موهوب فاهم شغله علشان يقدر يشتغل ويحقق طموحه؟ ولو صحفية هتعمل ايه ؟ 

احنا والمصادر واهل الفن 

قبل ييجي 10 سنين واكتر اتكشفت فضيحة كان اطرافها زملا من صحفيين الاقتصاد قبضوا فلوس وخدوا هدايا من رجل اعمال عربي كان بيخطط يسيطر على سوق العقارات في مصر وبيعمل دعاية لشركته، طبعا المجموعة دي كانت جيتو مقفول على أصحابه اكيد، بس من حظنا الحلو ان فيهم ناس لا سافرت ولا خدت فلوس ولا هدايا ففضحوا زمايلهم..

في نفس التوقيت تقريبا او قبلها بسنتين زميل بدأ ينشر سلسلة موضوعات تكشف فساد راس كبيرة في محافظة بالدلتا ، ومع الحلقة التانية اتصل بيه واحد من مندوبين الاعلانات في نفس الجرنال بتاعه، قال له بوضوح ان فيه شحص مهم عرض يدفع لك 30 الف مقابل انك توقف النشر بس علشان هو حريص على سمعة الراجل اللي بتكتب عنه ، ولما رفض وعمل فيها بطل مغوار وكتب الحلقة التالتة وقدمها تتنشر، فوجئ بمنعها بعد ما نفس الراجل وصل لرئيس التحرير وخلص الموضوع من المنبع برقم أكبر

القصد من الكلام ده ان فئة رجال الاعمال عموما مش بتحترم الصحافة ولابتحبها، عندها قناعة ان الصحفي شبه بتاع الاعلانات اخره فلوس تترمي وينشر المطلوب.

ونجيب ساويرس اكبر رجل اعمال في مصر وبيتعامل مع الصحافة والصحفيين من سنين طويلة، وبيعرف يتمنهم كويس ، وبالتالي طبيعي جداً انه يعاملهم كضيوف درجة تانية في مهرجانه الأسري السياحي اللطيف ده ..يحجز لهم بالفطار بس ..ويستكتر عليهم تذكرة الطيران ، كفاية انهم نزلوا في اوضة مفتخرة وشافوا البحر والفنانين وحمامات السباحة ..

ده عينة من المصادر اللي المفروض نتعامل معاها كصحفيين ، المفروض نتابع نشاطهم وفعالياتهم ونعمل شغل تقراه الناس وتعرف اللي بيحصل لو مهتمة..

نفس الكلام يمشي على المنتجين اللي هم قمة هرم صناعة السينما والدراما، خاصة وان اغلب الزملا المحيطين بيهم اقرب للمشهلاتية من كونهم صحفيين ..

ده يخلينا نبلع حزننا على الحال اللي وصلنا له ووصلت له الصحافة ، بس على الاقل نعرف ان لا ده احنا ولا ده المفروض نعمله ، بس مش كلنا عنده رفاهية الاختيار بين الاستمرار في المهنة ولا نشتغل بعربياتنا في اوبر .

والتحية واجبة وفرض عين لكل زميل وزميلة لسه بيعافروا ووشوشهم متعفرة بتراب المعركة ..
----------------

جربت تكون أمل فتحي يوم واحد ؟

حد فينا جرب يكون أمل فتحي ليوم واحد؟ طيب ساعة حتى ..اللي هي اتعرضت فيها للتحرش والبهدلة ،مش في الشارع لأ ..في بنك محترم ومش من واحد بس.. لأ من شوية "رجالة" محترمين ..وماسكتتش

دي حاولت تاخد موقف ولقت باقي المكان رافعين الايريال ، أما ممثل الأمن فكان بيعمل حاجة أقذر.

جربت ماتلاقيش حاجة تفش قهرك فيها بعد البهدلة دي غير انك تصرخ وتبكي في فيديو فيبقى الفيديو ده سبب حبسك سنتين ، وانت كأم سايب وراك طفل عمره 3 سنين ؟

أمل فتحي موصومة بتهمة انها من 6 ابريل وده لوحده كافي يجيب لها  5 سنين حبس، فمابالك وهي بنت جريئة وجدعة ولسانها طويل بتشتم عادي زي حضرتك لما تتضايق ..

الدولة المصرية ممثلة في شرطتها ونيابتها وقضاءها زعلت من أمل خالص وانزعجت من الفييو بتاعها وفي الآخر قررت تتهمها  ب"الانضمام لجماعة إرهابية و تعريض الامن العام للخطر" لأنها تقريبا مالقتش في القانون تهمة تحبس واحدة بتشتم اللي اتحرشوا بيها.

الغريبة ان جمعيات حقوق المرأة وباقي الكيانات اللي بتتصدى للدفاع عن ضحايا النوع ده من القضايا ، عملت نفسها من بنها من ساعة ما اتقبض على أمل ولغاية اللحظة دي ..

يعني هي أمل هتبقى أهم من البنات (الضحايا المحتملات ياعيني )  اللي اتهموا يسري فودة بالتحرش؟اللي لازم نساندهم وندافع عنهم بكل قوة ؟

ولا أهم من منى المدبوح مثلا اللي خلصوا موضوعها في دقايق بعد ماكان عليها حكم ب8 سنين ؟

الغريبة ان البنت مريضة والمحامين قدموا للقاضي ورق يثبت حالتها اللي هي عبارة عن ان جسمها متخشب طول ماهي في الحبس وبتعاني من هلاوس ، ده غير انها فاقدة القدرة على المشي وتقريبا مصابة بشلل مؤقت ..

طيب الاخوة والاخوات من المواطنين والاعلاميين "الشرفاء" ارتاحوا وبردت نارهم دلوقت؟

 بعد ما حرضوا على البنت في كل وسائل اعلام الموالية او المملوكة للدولة ؟ ونشرهم لمقطع الفيديو وهم بيأكدوا زي اقذر مرشد انها من بتوع 6 ابريل وجوزها اسمه محمد لطفي ..وانها بتهين مصر
-----------------

نوال وجلال وش القفص..عن المفكرين الميتين اكلينيكياً

مكتوب علينا أملنا يخيب في اهم رموزنا اللي احترمناهم واتشكل وعينا بكتاباتهم ومواقفهم من الحرية والأنظمة السياسية والاستقلال ، والقايمة طويلة طويلة مليانة اسامي من الوزن التقيل، مش بتبدأ بمراد وهبة ولا هتنتهي بنوال السعداوي اللي بتهبّط في الطين وترجع تدوس برجليها على تراثها وال70 كتاب بتوعها، ورغم الاختلاف في نوع الهطل بين مفكر والتاني إلا ان كلهم متفقين على دعم الرئيس والنظام الحالي وتبرير أو إنكار خطاياه ..

ومايبقاش قدامنا غير اننا نجيب كتاب حياتهم ونقطع الصفحات الجديدة منه ونخلي اللي كان مكتوب قبل الهطل وبس ..ونتعامل معاهم على اعتبار انهم ماتوا اكلينيكيا ومايصدر عنهم محض تخريف وهرتلة في غيبوبة.

نوال السعداوي الرمز النسوي المهم أبدعت وتجلت في كذا مناسبة الفترة اللي فاتت ، منها حوار مع الاهرام كان مليان درر ، ومثلا قالت ان جورج طرابيشي ( اللي هو واحد من أهم المفكرين العرب) جاهل ، والطرابيشي زي مابيقول عمان خالد محمود صاحب اعمق عمل فكري مناظر لعابد الجابري عن"نقد العقل العربي" ، وماسابش مدرسة فكرية من الليبرالية للماركسية ماكتبش عنها بعد ماقرا منتجها صفحة صفحة.

وللأسف الاعلام اليومين دول بيتعامل مع نوال السعداوي باعتبارها شخصية كاريكاتورية كلامها بيثير الاهتمام ، أيا كانت تفاصيله وبيحقق نسب مشاهدة وترافيك عالي ، ومن هنا نقدر نفهم سبب رواجها الايام اللي فاتت في حوارات مختلفة صحفية وتلفزيونية ، ودي حاجة تخلينا نحزن على حاجات كنا بنحبها، صحيح نوال طول عمرها قريبة من النموذج الغربي بتفاصيله واللي مؤسساته ماقصرتش في دعمها وترويج أفكارها وكتبها ، لكن فضلت علامة مهمة بين المفكرين فيما يخص دفاعها عن حرية المرأة وموقفها من علاقة الإنسان عموما بالدين.

لكنها للأسف دخلت مرحلة الهطل زي كتير من رموزنا ومفكرينا ، وبقت تردد في كل مناسبة أي كلام تعلن من خلاله دعمها لنظام الحكم ، ثم تكمل وتدافع عنه ،وتبدع أكتر فتنكر وجود قمع للمعارضة والحريات عموماً ،رغم انها داخلة على ال88 سنة يعني المفروض معندهاش عشم او طمع تتكافئ بمنصب مثلاً ولا يعينوها مستشارة في وزارة بمبلغ خيالي ..

في يوليو اللي فات جابوها في برنامج بلاقيود.. وقالت بكل حماس ان السيسي أحسن مليون مرة من مبارك والسادات، والحقوق والحريات في عهده .. أحسن من عهدهم بكتييير

وجودت أكتر فقالت ان إنتقادات الإعلام الغربي للسيسي .. "تآمر وإنتقام وأكاذيب عن إنتهاكات حقوق الإنسان" وإن "السيسي حاجة، والمجلس العسكري "اللي أجهض الثورة" .. حاجة تانية خالص".

ووصل الهطل منتهاه من كام يوم في ندوة عملوها علشانها في معرض جوتنبرج للكتاب ...هاجمت فيها ثورة يناير وقالت انها قامت بفعل "التآمر الامبريالي الأمريكي" وأنها شافت بعنيها هيلاري كلينتون في ميدان التحرير بتوزع دولارات على الشباب علشان ينتخبوا الإخوان المسلمي.

 الدكتور جلال أمين الله يرحمه ماقصرش في اشعارنا بالخيبة والحزن على التطور اللي حصل لكتاباته ، والحزن نابع من أهمية مفكر بوزن أمين اللي افكاره كانت ولازالت جزء من وعي وثقافة أجيال ، اي نعم هي افكار بعيدة عن الثورية ومتصالحة مع الواقع الى حد كبير وبتعبر عن مزاج الطبقة الوسطى ( الجزء المرتاح فيها بس زعلان شويتين ) وبتقدم نوع أليف من النقد السياسي والاجتماعي ، وآمن في نفس الوقت من البطش لأنه مش بيحط الصدام ضمن الحلول  لكن في النهاية كان عنده نظرية والسلام..

وحتى ده استكتره علينا ورجع في الجزء الأخير من حياته يمسحه بأستيكة ، من غير حتى مايفهمنا بيراهن على ايه ..ولا مستني مكافأة من اي نوع؟

تخاريف نوال وجلال أمين وش القفص لأن فيه كتير لسه دورهم جاي، وعلشان نتأكد نقدر نفتكر كتابات حد زي عبد العظيم رمضان مثلا ، قبل وبعد الغيبوبة او محمد عمارة ولا فؤاد زكريا ولا عمنا صلاح عيسى اللى قضى الجزء الأخير من عمره راكن في صف فاروق حسني وجزء من وزارته ..ولاولا ..القفص مليان بضاعة معطوبة وفينا اللي لسه بياكل منها..

ياترى كام واحد جاي في السكة